القطط الجميلات!!
كمال عارف
ــــــ؛K؛ــــــ
أحسست بأني جائع .. مددت يداي أتفقد ما معي من نقود.. كانت قليلة ، ولكنها ستكفيني . هكذا حدثت نفسي..وكأنى منوما......
إقتربت من أحد المطاعم الشعبية .. قرأت قائمة الأسعار . إطمأننت .. ولكني خشيت من المفاجآت ، فسألت النادل عن تكاليف وجبتي ، وكأنني ألزمه حتى لا يبالغ في الحساب كما يفعلون مع الغرباء!!.. وإطمأننت أن ما معي يكفيني أيضا لأحتسي الشاي وأدخن الشيشةعلى المقهى الشهير بالحي الأثري ريثما أنتهي من طعامي ..
رُصت أمامي أطباق السلطة التي أدمعت عيني من رائحة الشطة والبصل التي تفوح منها ، وسرعان ما عجت المائدة الخشبية بأطباق الأرز وقطع الدجاج ، ودورق من الألمنيوم المتعرج نضح معدنه بقطرات المياه المغبشة .. وبضع زجاجات بها سوائل حمراء لم اعرف ماهي .. إلا عندما مددت أصبعي على حافتها لأتذوقها ، فربما كان عصير الفراولة الذي لم أطلبه فيزيد في فاتورة الحساب !!..
وما أن لمس لساني هذا السائل الأحمر حتى أحسست بأن حريقا هائلا شب في حلقي !!أطفأت النار ببضع جرعات من المياه المثلجة ، وما إن بدأت في إلتهام طعامي حتى أحسست بشئ طري دافئ يقفز على حِجـْري (أعلىفخذاي) . إنتفضت في هلع ، ولكني إكتشفت ان ما أفزعني لم يكن إلا هـِرّة صغيرة جميلة بيضاء الشعر خضراء العينين !!
وما إن هممت بطردها ؛ حتى وجدتها تنظر إلَـيْ (بعينيها الجمييلتين الخضراويتين) ، وبدت منها نظرة حانية من التوسل وكأنها تطالب أن أدعها في مكانها . ففعلت صاغرا مضطرا!! ..
ألقيت لها ببعض القطع الصغيرة من الدجاج؛ فرمقتها بنظرة سريعة ، وعادت لسكونها بعد أن وضعت رأسها الصغير على يديها الممدودتين ، وأغلقت عيناها الجميلة نصف غلقة ، وكأنها تستأذني في النوم ، فهي ليست جائعة طعام ، ولكنها جوعي للحنان الذي ربما إفتقدته في هذا الحي من حيوانات أخري أكثر شراسة مني !!
مسْحت على رأسها بحنان ، فإطمأنت ؛ وأغلقت عيناها ، وراحت في سبات عميق ، ورحت أنا أكمل وجبتي بعدما أكثرت من هذا السائل الأحمر اللعين اللذيذ!!
وفجأة قفزت القطة قفزة طائرة أطاحت بدورق المياه المثلج الذي إنسكب ببرودته على نفس الموضع التي كانت تنام عليه وتدفئه!!
إنتفضت مذعورا !!
وجدت نفسي على فراشي في حجرتي ، ويبدو أننى وأنا أحلم ضربت دورق المياه الزجاجي الذي بجوار الفراش ؛ فإنسكب على وجههي وبعض من جسدي!!
وجدت المائدة الذهبية ذات العجل الذهبي مازالت بجوار فراشي وعليها العشاء كما هو..
على الفور تذكرت ما حدث ليلة أمس ..
فقد أغضبت زوجتي الجميلة!!
فبعدما وضعت هى الطعام على المائدة بجوار فراشي كما أحب أن أفعل احيانا، وما إن بدأنا في العشاء ،سألتني بتوسل :
ـ ممكن أطلب منك طلب ، ولكني مكسوفة!!
ـ ماذا بك؟!
ـ أريد تغيير موديل سيارتي!!
تركت الطعام ثائرا ، لأنها لا تدرك حجم العناء الذي يعانيه رجل الأعمال ، وهو إن كان يعيش في ثراء ؛ إلا أن السيولة المالية التي معه توضع بالكامل في رسوم التأمين الإبتدائى للمناقصات ، وامرتها بالإنتظار حتى ترسو بعض المناقصات على مكتبنا ، إلا أنها قفزت من مقعدها باكية ، وإرتمت على الفراش ، وأدارت ظهرها لي إمعانا في الغضب !!
تذكرت كل هذا ، فنظرت لزوجتي النائمة بجواري ، وجدتها ما زالت على وضعها ، مصوبة ظهرها لي وكأنها لافتة من لافتات الغضب !!
تذكرت على الفور حـُلم الهرة التي لم تكن تبغي إلا الحنان ..
مددت يدي أتحسس خصلات شعرها ، فعدّلت من نومتها ، وفتحت عيناها (الخضراويتان الجميلتان ) ناظرة لي بنظرة حانية لا تخفي التوسل لكي أحقق رغبتها.. مسحت على رأسها بحنان ؛ فإطمأنت وأغلقت عيناها وراحت في سبات عميق !!
*إنتهت